سؤال

كيف يوفق الطبيب المؤمن بين الأثر التكويني لأهل البيت "ع" وبين خبرته ومتى يمكنه استخدام ذلك ؟

الجواب
فيما يتعلق بالجمع بين الفعل التكويني لأهل البيت وممارسة الطب كعلاج على طبق الأمر الظاهري : ليعلم أخي السائل أن أفعال أهل البيت عليهم السلام هي في طول أفعال الله عز وجل فهو مظهر إرادته ومجري أفعاله في خلقه ومجلى قدرته ، ولذا ففعلهم بإذن الله عز وجل وليس باستقلالهم هذا أولاً .
ثانياً : إن الفعل الصادر منهم في الخارج ليس خارجاً عن قانون السببية والعلية ، بل هو داخل فيها لكنه مستحيل عادة فقط فهو كالطيران في الهواء الذي يراه لناس غير ممكن ومقصودهم أنه غير ممكن عادة للانسان في ظروفه الطبيعية الظاهرية ولكن ألا يقدر المولى عز وجل على أن يطير إنساناً في الهواء بدون آلة ؟ لا شك أنه قادر على ذلك ومقامنا كذلك .غاية ما في الأمر أن ترتب الفعل على أسبابه عندهم عليهم السلام سريع جداً كلمح البصر بإقدار الله وتأثيره بينما نفس الفعل بيد غيرهم يكون بطيئاً ، .
ففعلك المعالجة سبب و مباشر تكويني ولكنه بطيء بينما هو عندهم سريع جداً لا يكاد يراه الشخص ، وليس هذا عزيزاً عليهم ؛ فقد وهب الله هذه المنزلة والمقام لمن هو أدنى منهم كالذي عندهم علم من الكتاب في أن يأتي نبي الله سليمان بعرش بلقيس في ظرف كلمح البصر ؛ هذا وهو يملك حرفاً واحداً وعلما من الكتاب فكيف بمن هم عندهم علم الكتاب كله وعندهم اثنان وسبعون حرفاً من علم الله .
وعليه فبإمكانك أيضا كطبيب أن ترشد للمعالجة بطب أهل البيت الظاهري وهذا يتم بارشاد المريض لما وصفوه من أدوية وأطعمة عامة النفع أو مختصة كما بإمكانك أن ترشد للمصير إليهم مباشرة والحضور عندهم فتقوي بذلك اعتقاد المريض في أهل البيت عليهم السلام كما أنك تكون بذلك قد عالجت المريض أو تسببت في علاجه بمن لم يخب قاصدهم قط والشواهد على ذلك لا تحصى ، فيكون المعالجة لمريض بما ذكروه من أدوية تعلق بالأسباب الظاهرية وبإرشاد المريض للحضور عندهم معالجة بالطب الواقعي بحيث يكون فيه اختصار واختزال لكثير من الأسباب والمراحل ، وليس المسيحيون بأفضل منا كما أن عيسى عليه السلام ليس بأفضل من ائمتنا وهانحن نرى أن الأطباء النصارى يرشدون مرضاهم كثيراً للإعتقاد بالمسيح وأنه يشافيه فيشفى المريض بمجرد ذلك الاعتقاد كما يدعون ، فنحن أولى بذلك الاعتقاد في أئمتنا ، وقد ذكرت في المحاضرة ما ورد في دعاء شهر رجب <فبكم يجبر المهيض ويشفى المريض

والتأمل في هذا الجواب كثيرا تنجاب الغيوم عن الكثير من التساؤلات التعلقة بأفعالهم عليهم السلام ويوجب ذلك التسليم لهم في كل شيء وصلى الله على محمد وآل محمد