الصفحة الرئيسية سجل الزوار راسلنا
» الرواية الاولى لشهادة الامام الجواد ع  





بسمه تعالى
الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
فيما يتعلق بالشق الأول من السؤال : وهو ما هي الثمرة في تقوية الارتباط بصاحب الزمان روحي لتراب نعليه الفداء : فإن ثمرات ذلك كثيرة منها ما هو محسوس ومنها ما هو ليس بمحسوس ، فالمحسوس منها :
1 ) البعث على الاستقرار النفسي عند المؤمن حين يشعر بأنه على علاقة مع من يعتقد به إماماً له ون يعتقد أنه مطلع على أموره وشؤونه ومدبر لها ، فإن المؤمن حينما يعيش حالة الانتظار لرؤية إمامه حين ظهوره يعيش حالة اضطراب كبيرة وهذا حال كل منتظر ، لكنه مع تقوية العلاقة بينه وبين إمامه يرتفع ذلك الاضطراب من البين وذلك لقوة اعتقاده بمن قد ارتبط به ، وخذ مثالاً على هذا : من ينتظر قدوم مسافر فإنك ترى فرقاً بين من يعلم قطعاً بقدوم المسافر وهو محبوب له فإنه نفسه تكون مستقرة وبين من لا يعلم قطعاً بقدومه فإنه سيكون مضطرباً ولا يقر له قرار إلا بالقطع بقدومه ، ورؤيته بعد ذلك قادما عليه ، وأنت حينما تقوي علاقتك بصاحب الزمان من خلال القنوات والطرق التي أشرنا لها في المحاضرة فإنك ستكون قاطعا بمجيئه وظهوره في مستقبل الأيام وقتما يشاء الله له ذلك ، فستقر نفسك حيث إنك قد ركنت إلى ركن ركين فتكون من ذوي النفوس المطمئنة بإمامها .


2 ) امتثال الأمر الوارد بالحث الشديد في الروايات على ضرورة الارتباط به والدعاء له بتعجيل الفرج وهو في حد ذاته له الثواب الجزيل على ذلك .


3 ) في الارتباط به مع الالتفات إلى أن أعماله تعرض عليه (عجل الله تعالى فرجه ) سلوك وأسلوب تربوي راق جداً ألا وهو خوف المؤمن من نظر من تعرض عليه أعماله عن أن يكون فيها ما يسوءه ـ هذا مع حبه لإمامه وخشيته من يدخل عليه ما يسوءه ـ فإن الروايات نصت على أن أعمالنا تعرض على الحجة كل يوم أو كل اثنين وخميس فإن كانت حسنة سر بذلك وإن كانت قبيحة حزن من ذلك ، فليجتهد المرء المؤمن في أن تكون أعماله مما يسر بها روحي فداه ، إذن فإذا التفت المؤمن وكان حاضر القلب غير غافل عن هذا المعنى من حضور الحجة معنا في كل مكان وآن فإنه بلا شك ليستحي من أن يصدر منه ما لا يليق بعلاقته به وما يشوه صورته عنده ، فحالنا حال من يريد أن تبقى صورته عند رئيس عمله ناصعة بيضاء حتى لا يغضب عليه ، ولكي ينظر إليه نظرة بر ورأفة ورحمة وشفقة فيأمر بترقيته إلى مصاف الموظفين الكبار عنده في عمله .
4 ) إن في الارتباط به ارتباط بالله عز وجل وارتباط ببقية أهل البيت عليهم السلام ، فإنهم إنما أمروا بالارتباط به لقربه من الله ولكونه مبشرا بخلاص الدين الذي جاء به النبي صلوات الله عليه  وآله وبلغوه للناس من كل شوائب الشرك والريب والنفاق ، فالثمرة من تقوية الاترباط به تتمثل في قوية الاترباط بالدين النبوي العلوي الحسني الحسيني ...المهدوي ، فتكون بذلك مرتبطا بالدين الذي أتى به هؤلاء أولياء النعم ومن أهمها نعمة الوجود ونعمة التعبد بهذا الدين الذي لا يدرك ثمرة هذه النعمة من لم يتدين به ولم تر بصيرته نور القلب الذي أضاء قلبك ـ أخي المؤمن ـ ببركته .
5 ) الكثير منا قد وقع عليه الظلم وهو يتشوق لرفع الظلم الواقع عليه فإذا علم بقدوم من يكون قادرا على رفع هذا الظلم والانتصار له من الظالم فلا بشرط أن لا يكون هذا المؤمن ظالماً أيضاً فلا شك أنه سيكون ممن يبتي كل وسيلة وطريق لتقوية علاقته وارتباطه بصاحب الزمان لأن في هذا تقوية للارتباط بالمخلص له من ظلم الظالمين .
هذه بعض الأمور من ثمرات الارتباط به مما نحس به نحن .
وأما غير المحسوس لنا لكنه مما هو واقع فما نصت عليه الروايات من ببقاءه بقاء الكائنات وهو مفاد الروايات : (لو خليت لساخت بأهلها ) (لو خليت لخربت ) فهذا الأثر التكويني لوجود الامام الحجة من انحفاظ الكون وانحفاظنا كله بحفظه عجل الله تعالى فرجه ، والثمرة تظهر في أن ترتبط بالحافظ لهذا الكون والحافظ لك ـ بإذن الله ـ وكما أشرنا في المحاضرة إلى مسألة تفويض أمر تدبير أمور الناس قد صدر من النبي لأمير المؤمنين ومنه لبقية أهل البيت عليهم السلام ، وفعلهم هذا بإذن الله وبإرادته فليس فيه غضاضة ، فهو إما بفعلهم المباشر وإما بدعاءهم الذي لا يحجب ولا يرد لأن مشيئتهم من مشيئة الله عز وجل ، فإذا توجه المؤمن لهذا كله فإنه سيحاول تقوية علاقته بالامام الحجة لكي يحظى بنظرة منه توجب حفظه وبقاءه ، فهو روحي فداه كالشمس ترسل أشعتها وإن جللها السحاب .
وأما ما يتعلق بالشق الثاني من السؤال : وهو كيف نربي الأبناء على العلاقة مع صحاب الزمان :

 فهو بأن نغرس في أطفالنا أولاً مسألة وجوده بشتى أنواع القصص المشتملة على البراهين العقلية على وجوده لكي تكون مقبولة أكثر وواضحة للأطفال خصوصاً ولمطلق الأبناء من الجيل اللاحق علينا ، ثم نغرس فيهم مسألة أنه يرانا وتعرض عليه أعمالنا وليكن هذا بتقريب المثال لهم برؤية الله لنا ولأعمالنا ، كما أشرنا في المحاضرة وبالروايات النبوية الدالة على أن أعمالنا تعرض عليهم ، فإذا تم هذا يوجه الأبناء إلى ضرورة الالتفات إلى مسالة حضوره ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ معنا في البيت وفي الطريق في خلواتنا وفي اجتماعاتنا في صلواتنا ونومنا وأكلنا وشربنا وجلوسنا وقيامنا ، وهو تفصيل عرض الأعمال بصورة أخرى ، فإذا التفت الجيل إلى هذا المعنى فإنه سيكون قوي العقيدة بإمامه وسيقوي الارتباط به ، حتى أني سمعت بعض الإخوان يقول إن ابني لما أن طلب أمراً ولم أشتره له هددني بأنه سيشتكي علي عند صاحب الزمان ، فانظر إلى قوة عقيدة هذا الصبي وعلى فطرته وعلى ما ترب عليه من اعتقاد وجوده وأنه القادر على ما يريد هذا الصبي ، وببركة الوسائل التعليمية الحديثة وقصص العلماء والأشخاص الذين التقوا به يمكن تقوية العلاقة به ، هذا مع عدم الغفلة عن الدعاء له روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء والحمد لله رب العالمين


مسألة لسماحة العلامة الشيخ حلمي السنان  حفظه الله تعالى
ماهي الثمرة من تقوية العلاقة بين الشيعي والامام المهدي عليه السلام ؟
وكيف نربي الابناء والجيل على تقوية العلاقة بينهم وبين صاحب العصر

Powered by: InnoPortal Plus 1.2 - Developed by: InnoFlame.com