وأشرقت الأرض بنور الإمام المهدي عليه السلام
( بتاريخ: 14 شعبان 1416 ـ 6/1/1997 ـ 16/10/1374 )
إن قضيتنا الأساسية هي قضية هذه الليلة ومولودها الحجة بن الحسن صلوات الله عليه . لكنا نشير الى هذه الضائقة الإقتصادية التي تمر بطلبة العلوم الدينية ، وما ينتج عنها من مشكلات معيشية ، تجعل بعض الطلبة تفتر هممهم عن طلب العلم .
ينبغي لهؤلاء أن يعرفوا أي نعمة خصهم بها الله تعالى، وأي ألطاف أولاهم؟! فإن أعظم النعم هو إحياء النفوس التي قال الله تعالى عنها: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً . ( سورة المائدة:32 )
جاء رجل إلى الإمام الحسن عليه السلام بهدية فقال له: أيما أحب اليك، أن أرد عليك بدلها عشرين ضعفاً ، عشرين ألف درهم، أو أفتح لك باباً من العلم تقهر فلاناً الناصبي في قريتك ، تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ؟ إن أحسنت الإختيار جمعت لك الأمرين ، وإن أسأت الإختيار خيرتك لتأخذ أيهما شئت؟!
فقال: يا ابن رسول الله فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي لأولئك الضعفاء من يده ، قدره عشرون ألف درهم ؟
قال: بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرة .
قال: يا بن رسول الله فكيف أختار الأدْوَن ؟! بل أختار الأفضل ، الكلمة التي أقهر بها عدو الله وأذوده عن أوليائه .
فقال الحسن بن علي صلى الله عليه وآله وسلم :قد أحسنت الإختيار، وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل ، فاتصل خبره به فقال له حين حضر معه: يا عبدالله ما ربح أحد مثل ربحك، ولااكتسب أحد من الأوداء مثل ما اكتسبت: مودة الله أولاً، ومودة محمد وعلي ثانياً، ومودة الطيبين من آلهما ثالثاً، ومودة ملائكة الله تعالى المقربين رابعاً ، ومودة إخوانك المؤمنين خامساً . واكتسبت بعدد كل مؤمن وكافر ماهو أفضل من الدنيا ألف مرة ، فهنيئاً لك هنيئاً ). (الإحتجاج :1/11 والبحار :2 /8 وتفسير العسكري ص347 )
هذه هي قيمة إحياء النفس بالمفهوم القرآني .
والمهم أن نعرف بماذا يتم إحياء النفوس حتى نحيي أنفسنا وأنفس غيرنا ؟
هذا شهر رمضان يقبل علينا ، ونفوس الناس تتهيأ فيه لتلقي الفيض والعطاء الإلهي ، لمجاهدتهم نوازع الشهوات . وأهم واجباتكم أنتم طبقة العلماء والفضلاء ، أن تستفيدوا من هذه الفرصة في إحياء نفوس الناس:وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ! وإن من أهم مصاديق إحياء الأنفس تعريفها بعقائد الإسلام خاصة إمام زمانها عليه السلام ، وذلك للحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية). (1)
فإحياء النفوس في عصرنا معرفته وتعريف الناس به، وإيجاد الإرتباط بين أيتام آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبين هذا الأب المحجوب الغائب عن الأنظار عليه السلام فإن الإرتباط بالله تعالى لا يتحقق إلا عن طريق الإرتباط بهم عليهم السلام . الإرتباط بمن منه الوجود لا يتحقق إلا بالإرتباط بمن به الوجود !
وعندما نريد التعرف على شخصيته عليه السلام وما تحتويه وما يحيط بها ، تقف محركات عقولنا عن العمل ، وكيف لا ، والإمام الرضا عليه السلام يقول في وصفه :
( بأبي وأمي سميُّ جدي ، شبيهي وشبيه موسى بن عمران ، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس! ) . (العيون :1/9 ، وقد تقدم في الموضوع رقم:34).
إنها لأوصافٌ تحير العقل . وقد ورد في صفة المسيح عليه السلام أن عليه جلابيب النور ، ففي مناظرة الإمام الرضا عليه السلام مع علماء النصارى: (ثم قال للجاثليق: يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا عليه السلام ؟ قال: أعرفه حرفاً حرفاً . قال لهما: أتعرفان هذا من كلامه: يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النور ، ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر ؟
فقالا: قد قال ذلك شعيا عليه السلام . قال الرضا عليه السلام : يا نصراني هل تعرف في الإنجيل قول عيسى عليه السلام : إني ذاهب الى ربكم وربي والبارقليطا جاءٍ ، هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت...) . (عيون أخبار الرضا عليه السلام :2/145)
لكن وصف الإمام المهدي عليه السلام أبلغ من ذلك: (عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس! ) ، ومع ذلك فلا نستطيع أن نعرف حقيقة جلابيب النور على نبي الله عيسى ، وجيوب النور على الإمام المهدي صلى الله عليه وآله وسلم !
إن أحاديث أهل البيت عليه السلام جواهر مكنونة ، لم نعرف الى الآن كنوزها في معرفة الله تعالى ، ومعرفة وسائط فيضه وعطائه عليهم السلام ! ونيل هذه الكنوز أمر صعب ، لا يحصل بالبحث والتعمق الفكري كما هو الحال في بقية العلوم، بل هو عطاء يختص به الله من يشاء من عباده .
إن معرفة ولي الله الأعظم عليه السلام تحتاج الى أن يشمر خواص العلماء الأتقياء الذين اشتغلوا سنين طويلة في معالجة المسائل الفكرية ، ويدرسوا تعابير المعصومين عليهم السلام الواردة في الأدعية والزيارات ، ويستخرجوا من كنوزها !
كم قرأنا هذه العبارة في دعاء الندبة:بنفسي أنتَ من عقيدِ عزٍَ لا يُسَامَى، لكن مهما فكرنا فيها لوعي معناها لكان قليلاً! فمامعنى (عقيد العز) ومن أي دوحة تفرع، والى أين بلغت رفعة هذا الفرع بحيث (لا يُسَامى) ، هكذا بصيغة المطلق المبني للمجهول ! فلا يمكن لفضل ولا شرف ولا منقبة ، أن تسامي مقامه الشريف عليه السلام !
إن للإمام المهدي صلوات الله عليه صفات مشتركة مع بقية المعصومين عليهم السلام وصفات خاصة به،ويكفي أن نقرأ قوله تعالى: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِئَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ( سورة الزمر:69 ) .
فظاهر الآية عن مشهد من يوم القيامة ، لكن هل تشرق الأرض قبل ذلك بهذا النور الرباني، وهل للآية معنى آخر؟ بلى ، فقد ذكر المفيد في الإرشاد، والشيخ الطوسي، والشيخ الصدوق، وعظيم الطائفة الفضل بن شاذان النيشابوري، وعلي بن إبراهيم القمي أعلى الله مقامهم ، روايات في تفسيرها. قال القمي رحمه الله :2/253(حدثنا محمد بن أبي عبدالله عليه السلام قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثني القاسم بن الربيع قال: حدثني صباح المدائني قال: حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا: رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام )!! (2)
الآن تشرق الأرض بنور الشمس ، لكن سيأتي يوم قبل يوم القيامة تشرق بنور الله عز وجل من نور وليه وحجته عليه السلام !
وقوله عليه السلام : إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام ، سواء تعبيراً حقيقياً أو رمزياً ، فهو يكشف عن حقيقة عظيمة هي أن الإمام المهدي عليه السلام سرٌّ رباني كبير، وأنه عندما يحضر من عالم الغيب إلى عالم الشهود تقوم أشعة بدنه وجيوب النور التي خصه الله بها ، مقام نور الشمس والقمر! كما أن أشعة نفسه المباركة تشرق على البشر فتخرج معادن الإنسانية من القوة إلى الفعل، والناس كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معادن كمعادن الذهب والفضة! فكيف نستطيع معرفة شخصية من هذا النوع ؟
كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم درعان، وهما من جملة مواريث النبوة عند الأئمة عليهم السلام ، وأحد الدرعين علامة الإمامة العامة ، وقد كان الأئمة عليهم السلام يلبسونها فتستوي عليهم ، لأن من علامات الإمام أن تستوي عليه درع رسول الله عليهما السلام ! (وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت عليه وفقاً، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبراً ). (الكافي:1/388 ) (3)
هذه هي الدرع الأولى، أما الثانية فهي خاصة للمهدي القائم عليه السلام ولا تستوي إلا عليه ! قال الإمام الصادق عليه السلام : (ومن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة، ولقد لبس أبي درع رسول الله فخطت على الأرض خطيطاً، ولبستها أنا فكانت وكانت، وقائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء الله ) . ( بصائر الدرجات ص195) فهي درع جعلها الله آيةً خاصةً لخاتم الأنبياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخاتم الأوصياء الإمام المهدي عليه السلام ! ولاتستوي على غيرهما حتى على أمير المؤمنين عليه السلام أفضل الأولين والآخرين بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم !
ذلك أن أعظم مدارين وتسلسلين في دائرة الوجود هما النبوة والإمامة ، وختم مدار النبوة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وختم الإمامة بالإمام المهدي عليه السلام ، فلا تعجب إذا كانت بعض الصفات تختص به عليه السلام ويشترك فيها مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وهناك نقطة هي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو ( الخاتم لما سبق ، والفاتح لما استقبل)(4) فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم خاتم لكل المراحل السابقة ، وفاتح لمرحلة جديدة مستقبلة ، أما صاحب الزمان عليه السلام فهو الخاتم المطلق !
ومن هنا كان من صفاته عليه السلام أنه (المنتهى إليه مواريث الأنبياء ، ولديه آثار الأصفياء). المزار للشهيد الأول عليهم السلام ص203 ، فهو نقطة نهاية المطاف في دائرة النبوة والإمامة ، وعلى يده يحقق الله ثمراتها ، وفيه يجمع الله ما شاء من ألطافه الخاصة التي وزعها في أنبيائه وأوليائه،ماكان أعطاه الى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، فيجمعها في خاتم الحجج ومحقق أهداف الأنبياء عليهم السلام !
هذا هو الإمام صاحب الزمان صلوات الله عليه ! الذي تحار فيه العقول كلما اقتربت فراشاتها من وهج سراجه !
إن معرفته تحتاج الى إذن رباني خاص: وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. (سورة التكوير:29)، ولذا كان علينا أن نطلب من الله تعالى أن يعرفنا إياه عليه السلام : اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني. الكافي ج1ص337 فلو كانت معرفته مسألة بسيطة لما احتاجت الى هذا التضرع ! بل هي من النعم التي تحتاج إلى رحمة وإذن رباني خاص !
إن الذي نملكه أن نداوم ليلاً نهاراً على ذكر الله تعالى ثم ذكره عليه السلام ، وذكره من ذكر الله تعالى ، فافتتحوا أيامكم واختموها بذكر اسمه الشريف ، واذكروه في مجالسكم ومحافلكم حيثما كنتم، لعله يتعطف علينا بنظرة مما أعطاه الله ، وإن النظرة منه لتغير عالماً بأكمله !
سيدي يا حجة الله في أرضه.. أيُّ شخصية ربانية أنت ؟وما الذي ضمته جوانحك من أسرار الله تعالى؟ أيها الكتاب المستور، ياصاحب الدين المأثور! (سلام الله وتحياته وصلواته على مولاي صاحب الزمان، صاحب الضياء والنور والدين المأثور، واللواء المشهور، والكتاب المنشور، وصاحب الدهور والعصور)(5)
أنت الكتاب المسطور فِي رَق مَنشُور ، والنور على النور ، وحامل سر الله المستور في قلبك الطاهر ، المستسر عن قلوب الجميع !
إقرؤوا هذه الأدعية والزيارات لتعرفوا سعة سلطان الله الذي أعطاه لوليه وحجته صاحب الزمان أرواحنا له الفداء ، في أحدها: (السلام عليك يا حجة على من في الأرض والسماء)! (تقدم من البحار:99/116) وفي أحدها:(أشهد أنك الحجة على من مضى وعلى من بقي)! (تقدم بكامله من المزار للشهيد الأول رحمه الله ص203) ولا يتسع الوقت لشرح معنى كونه عليه السلام حجة على من مضى ومن بقي !
إن الإمام المهدي وجه الله تعالى ، لكن أي وجه لله هو عليه السلام ؟ نقرأ في دعاء الندبة: أين وجه الله الذي يتوجه اليه الأولياء،ولفهم هذه الكلمة العميقة ينبغي أن نعرف هؤلاءالأولياءالذين يتوسلون الىالله تعالىبوجهه الذي هوالإمام المهدي عليه السلام فلنقرأ من صفتهم في القرآن:أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. ( سورة يونس:62-64 ) ، فلا بد أن يبلغوا هذه الدرجة العالية حتى يكونوا أهلاً لشرف التوسل الى الله بحجته الإمام المهدي عليه السلام ! روحي وأرواح العالمين لك الفداء من جوهرة مخزونة بالأسرار.. طالما جهلناك وانشغلنا بغيرك عنك، وابتعدنا بأفكارنا عنك! وسنبقى بعيدين ما لم تعطف علينا بنظرة ، كما عطفت على ذلك الرجل الحلي ، فعَمَرَ الله قلبه بحبكم أهل البيت ، فهل تكون قلوبنا كقلبه ونفوز منك بنظرة تكون إكسيراً لقلوبنا !
ذلك المؤمن لم يكن يطيق أن يسمع أو يتذكر ظلامة الصديقة الكبرى الزهراء عليها السلام حتى يندفع في ذكر مثالب ظالميها . كان لا يستطيع أن يتصور كيف هاجموا بيت الزهراء عليها السلام وضربوها وكسروا ضلعها .
كان يفقد صبره كلما تصور أن الظلامة وصلت الى أن الزهراء عليها السلام عاشت بقية عمرها بعد أبيها صلى الله عليه وآله وسلم تعاني من ذلك اليوم ، حتى نحلت وصار جسمها كالخيال ، هيكلاً من جلد وعظام ، وأوصت أن يواروها في قبرها ليلاً حتى لا يشارك ظالموها في تشييعها ! فكان ينطلق لسانه في مثالب قاتليها !
وصل خبره إلى الوالي ، فأمر بالقبض عليه وتعذيبه ، فضربوه حتى كسروا جميع أسنانه وقطعوا لسانه ، فقال بعضهم لبعض كفى! فثقبوا أنفه وربطوا فيه خيطاً ، وطافوا به في الأسواق ليكون عبرة لغيره ! ثم أخذوه الى بيته جنازة وألقوه في داره ، وانصرفوا !
وفي اليوم الثاني تفاجأ الجميع عندما رأوه يصلي سليماً معافىً لا أثر فيه لشئ مما حدث له ! بل كان حيوياً مشرق الوجه كأنه شاب رغم شيخوخته !
سألوه عما حدث له فقال: عندما رموا بي هنا عرفت أني في آخر ساعة من عمري ، فقد شاهدت الموت بأم عيني ! أردت أن أنادي مولاي الحجة بن الحسن عليه السلام فلم أستطع ، فناديته بقلبي (يا صاحب الزمان) وإذا به جالسٌ إلى جنبي ، فنظر اليَّ نظرةً ووضع يده على جسمي وقال لي: إنهض واسع في تحصيل قوت عيالك ! فنهضت كما تروني أحسن مما كنت !
ما الذي حدث ، وكيف التأمت جراحه ، وصار له لسان بدل لسانه ، وعادت اليه أسنانه، والتأمت جروحه؟! وصار وجهه العادي المتجعد وجهاً جميلاً مشرقاً ؟! أي إكسير هذا الذي صنع كل ذلك بمسحة واحدة ، على مكان واحد من بدن ذلك المؤمن ؟!
إن الإكسير من خواصه على ما يذكرون أنه يحدث انقلاباً في ماهية الأشياء، لكنه انقلاب محدود ! لا يصل الى هذا الإنقلاب الجذري !
نعم لقد حصل ذلك ، وهذا ما يمكن أن يحصل لك إذا خطوت الى المولى خطوة واستحقيت منه نظرة ، تحدث انقلاباً في عالم ملكك وملكوتك !
قال ذلك المؤمن: نظر اليَّ نظرة ، ثم وضع يده على بدني وقال: قُمْ ، واسْعَ إلى رزقك ، وكِدَّ على عيالك ! فلم يكن من الضروري أن يمسح بيده على بقية جراح بدنه ، فتلك اليد: يد ولي الله ، يد الله تعالى.
صلى الله عليك . صلى الله عليك ،صلى الله عليك عدد ما في علم الله ،
صلاة دائمة بدوام ملك الله تعالى . اللهم صل على محمد وآل محمد.