الصفحة الرئيسية سجل الزوار راسلنا
» الرواية الاولى لشهادة الامام الجواد ع  
» مواضيع دينية





قصة الشهادة:

قصة شهادة يتيمة الحسين (عليه السلام) رقية في الخربة بدمشق تؤلم كل ذي قلب حنون، وكل من يحمل المعاني السامية الإنسانية، ويستطيع الزائر لمقامها المبارك أن يحسّ بمظلومية هذه اليتيمة وما جرى عليها وعلى أهل بيتها (عليهم السلام) بمجرّد أن يدخل مقامها الشريف خاشعاً متواضعاً، فسرعان ما ينكسر قلبه ويجري دمعه على خدّيه، إنها المظلومة التي تحرّك الضمائر الحية وتهزّ الوجدان من الأعماق وتجعل الإنسان ينحاز إليهم ويلعن ظالميهم وغاصبي حقوقهم.

أما كيفية شهادتها فتقول كتب التاريخ:

أن السيدة رقية (عليها السلام) في ليلة قامت فزعة من منامها وقالت:

أين أبي الحسين (عليه السلام)؟

فإني رأيته الساعة في المنام مضطربا شديدا، فلما سمعن النساء بكين وبكى معهن سائر الأطفال، وأرتفع العويل، فإنتبه يزيد (لعنه الله) من نومه وقال:

ما الخبر؟

ففحصوا عن الواقعة وقصوها عليه، فأمر أن يذهبوا برأس أبيها إليها، فأتوا بالرأس الشريف وجعلوه في حجرها، فقالت:

 (ما هذا ) ؟

 قالوا:

رأس أبيك، ففزعت الصبية وصاحت فمرضت وتوفيت في أيامها بالشام.

وفي بعض الأخبار:

فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطى بمنديل ديبقي فوضع بين يديها وكشف الغطاء عنه فقالت:

(ما هذا الرأس)؟

قالوا: إنه رأس أبيك، فرفعته من الطّشت حاضنة له وهي تقول:

 (يا أبتاه من الذي خضّبك بدمائك؟

يا أبتاه من الذي قطع وريدك؟

يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني؟

يا أبتاه من بقي بعدك نرجوه؟

يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر؟

ثم إنها وضعت فمها على فمه الشريف وبكت بكاءً شديداً حتى غشي عليها، فلما حركوها فإذا هي قد فارقت روحها الدنيا، فلما رأى أهل البيت (عليهم السلام) ما جرى عليها أعلوا بالبكاء وأستجدوا العزاء وكل من حضر من أهل دمشق، فلم ير ذلك اليوم إلا باك وباكية.


Powered by: InnoPortal Plus 1.2 - Developed by: InnoFlame.com