الصفحة الرئيسية سجل الزوار راسلنا
» الرواية الاولى لشهادة الامام الجواد ع  
» مواضيع دينية




بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله

ذكرى الداهية العظمى والمصيبة الكبرى لشهادة ام الائمة والصديقة الشهيدة ارواحنا فداها الرواية الأولى

(اربعين يوماً بعد وفاة ابيها رسول الله )

عن سلمان وعبد الله بن العباس قالا : توفي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم توفي فلم يوضع في حفرته ، حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف ، واشتغل علي ( عليه السلام ) برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى فرغ من غسله وتكفينه وتحنيطه ووفي حفرته ، ثم أقبل على تأليف القرآن وشغل عنهم بوصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) 

 فقال عمر لأبي بكر : يا هذا إن الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته فابعث إليه فبعث إليه ابن عم لعمر يقال له : قنفذ ، فقال له :

 يا قنفذ انطلق إلى علي فقل له :

 أجب خليفة رسول الله ، فبعثا مرارا وأبى علي ( عليه السلام ) أن يأتيهم ، فوثب عمر غضبان ونادى خالد بن الوليد وقنفذا فأمرهما أن يحملا حطبا ونارا ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي وفاطمة صلوات الله عليهما وفاطمة قاعدة خلف الباب ، قد عصبت رأسها ، ونحل جسمها في وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

 فأقبل عمر حتى ضرب الباب ثم نادى : يا ابن أبي طالب افتح الباب ! فقالت : فاطمة : يا عمر مالنا ولك لا تدعنا وما نحن فيه 

 قال : افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم 

 فقالت : يا عمر أما تتقي الله عز وجل تدخل على بيتي وتهجم على داري فأبى أن ينصرف ، ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب فأحرق الباب ثم دفعه عمر فاستقبلته فاطمة ( عليها السلام ) وصاحت يا أبتاه يا رسول الله فرفع السيف وهو في غمده فوجا به جنبها فصرخت فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت يا أبتاه ..

 فوثب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته ، وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وما أوصاه به من الصبر والطاعة فقال :

 والذي كرم محمدا بالنبوة يا ابن صهاك لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي ، فأرسل عمر يستغيث .. فأقبل الناس حتى دخلوا الدار فكاثروه وألقوا في عنقه حبلا فحالت بينهم وبينه فاطمة عند باب البيت ، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله فألجأها إلى عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنينا من بطنها فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت - صلى الله عليها - من ذلك شهيدة ..

 وساق الحديث الطويل إلى أن قال ابن عباس

 ثم إن فاطمة ( عليها السلام ) بلغها أن أبا بكر قبض فدكا فخرجت في نساء بني هاشم حتى دخلت على أبي بكر

 فقالت : يا أبا بكر تريد أن تأخذ مني أرضا جعلها لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدعا أبو بكر بدواة ليكتب به لها ..

 فدخل عمر فقال : يا خليفة رسول الله لا تكتب لها حتى تقيم البينة بما تدعي فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : علي وأم أيمن يشهدان بذلك ، فقال عمر ، لا تقبل شهادة امرأة أعجمية لا تفصح ، وأما علي فيجر النار إلى قرصته ...

 فرجعت فاطمة مغتاظة فمرضت ، وكان علي يصلي في المسجد الصلوات الخمس فلما صلى قال له أبو بكر وعمر : كيف بنت رسول الله إلى أن ثقلت فسألا عنها وقالا : قد كان بيننا وبينها ما قد علمت فإن رأيت أن تأذن لنا لنعتذر إليها من ذنبنا ، قال : ذاك إليكما ..

 فقاما فجلسا بالباب ودخل علي ( عليه السلام ) على فاطمة ( عليها السلام ) فقال لها : أيتها الحرة فلان وفلان بالباب يريدان أن يسلما عليك فما تريدين ؟

قالت : البيت بيتك ، و الحرة زوجتك ، افعل ما تشاء !

 فقال : سدي قناعك فسدت قناعها وحولت وجهها  إلى الحائط فدخلا وسلما وقالا : أرضي عنا رضي الله عنك

فقالت : ما دعا إلى هذا ؟

فقالا : اعترفنا بالإساءة ورجونا أن تعفي عنا

فقالت : إن كنتما صادقين فأخبراني عما أسألكما عنه ، فإني لا أسألكما عن أمر إلا وأنا عارفة بأنكما تعلمانه ، فإن صدقتما علمت أنكما صادقان في مجيئكما قالا : سلي عما بدا لك .

 قالت : نشدتكما بالله هل سمعتما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ) ؟

قالا : نعم فرفعت يدها إلى السماء

فقالت : اللهم إنهما قد آذياني فأنا أشكوهما إليك وإلى رسولك ، لا والله لا أرضى عنكما أبدا حتى ألقى أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم فيكما

قال : فعند ذلك دعا أبو بكر بالويل والثبور ، وجزع جزعا شديدا

 فقال عمر : تجزع يا خليفة رسول الله من قول امرأة ؟ ..

 قال : فبقيت فاطمة ( عليها السلام ) بعد وفاة أبيها ( صلى الله عليه وآله ) وسلم أربعين ليلة فلما اشتد بها الامر دعت عليا ( عليهما السلام )

 وقالت : يا ابن عم ما أراني إلا لما بي وأنا أوصيك أن تتزوج بأمامة بنت أختي زينب تكون لولدي مثلي ، واتخذ لي نعشا فإني رأيت الملائكة يصفونه لي ، وأن لا يشهد أحد من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة علي ..

 قال ابن عباس : فقبضت فاطمة ( عليها السلام ) من يومها فارتجت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان عليا ( عليه السلام ) ويقولان له : يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله ، فلما كان الليل دعا علي ( عليه السلام ) العباس والفضل والمقداد وسلمان وأبا ذر وعمارا فقدم العباس فصلى عليها ودفنوها ..

 فلما أصبح الناس أقبل أبو بكر وعمر والناس يريدون الصلاة على فاطمة ( عليها السلام )

فقال المقداد : قد دفنا فاطمة البارحة ، فالتفت عمر إلى أبي بكر فقال : لم أقل لك إنهم سيفعلون

قال العباس : إنها أوصت أن لا تصليا عليها فقال عمر : لا تتركون يا بني هاشم حسدكم القديم لنا أبدا إن هذه الضغائن التي في صدوركم لن تذهب ، والله لقد هممت أن أنبشها فأصلي عليها

 فقال علي ( عليه السلام ) : والله لو رمت ذاك يا ابن صهاك لا رجعت  إليك يمينك ، لئن سللت سيفي لا غمدته دون إزهاق نفسك : فانكسر عمر وسكت وعلم أن عليا ( عليها السلام ) إذا حلف صدق ..

 ثم قال علي ( عليه السلام ) : يا عمر ألست الذي هم بك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأرسل إلي فجئت متقلدا سيفي ثم أقبلت نحوك لأقتلك فأنزل الله عز وجل ( فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا )

عظم الله اجوركم جميعاً واحسن لكم العزاء



Powered by: InnoPortal Plus 1.2 - Developed by: InnoFlame.com