الصفحة الرئيسية سجل الزوار راسلنا
» الرواية الاولى لشهادة الامام الجواد ع  
» مواضيع دينية




الزهراء (ع) وما بعد الشهادة في الدنيا والآخرة

موروثات الزهراء (ع) عند الأئمة (ع)

يظهر من مجموعة من الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) أنهم كانوا يعتنون غاية الاعتناء بما تركته فاطمة الزهراء (ع) من بعدها، بل عد بعض ما تركته من الدلائل على تعيين الإمام المعصوم (ع)، وهذا أمر ينبئ عن عظمة الزهراء (ع) ومختصاتها، ومن جملة تلك الموروثات:
الأول: مصحف فاطمة (ع).
فقد روى محمد بن الحسن الصفار بسند صحيح عن الإمام الصادق (ع):
«ما مات أبو جعفر حتى قبض مصحف فاطمة».1
وروى الشيخ الصدوق بسند معتبر عند جمع من علمائنا عن الإمام الرضا (ع) ضمن تعداد علامات الإمام المعصوم قال: «ويكون عنده مصحف فاطمة».2
الثاني: جفنة فاطمة (ع).
روى العياشي في تفسيره عن نجم (اسم الراوي) عن الإمام الباقر (ع) قال:
«إن أمير المؤمنين (ع) قال لفاطمة الزهراء يوما: يا فاطمة هل عندك شيء؟ قالت: لا والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيء نقريك به. قال: أفلا أخبرتني؟ قال: كان رسول الله (ص) نهاني أن أسألك شيئا، فقال: لا تسألي ابن عمك شيئا إن جاءك بشيء عفوا وإلا فلا تسأليه. قال: فخرج الإمام (ع) فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا، ثم أقبل به وقد أمسى فلقي المقداد بن الأسود، فقال للمقداد: ما أخرجك في هذه الساعة؟ قال: الجوع، والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين.
قال نجم: قلت لأبي جعفر: ورسول الله (ص) حي؟ قال: ورسول الله (ص) حي، فهو أخرجني فقد استقرضت دينارا وسأوثرك به، فدفعه إليه. فأقبل فوجد رسول الله (ص) جالسا وفاطمة تصلي وبينهما شيء مغطى، فلما فرغت أحضرت ذلك الشيء فإذا جفنة من خبز ولحم، قال: يا فاطمة أنى لك هذا؟ قالت: {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} فقال رسول الله (ص): ألا أحدثك بمثلك ومثلها؟ قال: بلى، قال: مثل زكريا إذا دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقا، قال: يا مريم أنى لك هذا؟ قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فأكلوا منها شهرا، وهي الجفنة التي يأكل منها القائم (ع) وهي عندنا»
.3
الثالث: قميص فاطمة (ع)
فقد عقد ابن شهرآشوب المازندراني المتوفى سنة 588 هـ عدة مقارنات بين أمير المؤمنين (ع) والأنبياء السابقين (ع)، ومن جملتها مقارنة بين أمير المؤمنين (ع) والنبي يعقوب (ع)، وكان من ضمن مقارناته قوله:
«ويعقوب ارتد بصيرا بقميص ابنه، وكان لعلي (ع) قميص من غزل فاطمة (ع) يقي به نفسه في الحروب».4

الدعوة للتسمية باسم فاطمة (ع) وتذكر مصائبها

من باب إحياء ذكر اسم الزهراء (ع) ومن جهة ما في اسمها من الآثار المعنوية الكبيرة التي جعلها الله سبحانه وتعالى فيه، فقد ورد الحث عن أهل البيت (ع) في التسمية باسم فاطمة (ع)، ومن ذلك ما رواه الكليني عن الإمام الصادق (ع) قال:
«لا يدخل الفقر بيتا فيه اسم محمد أو أحمد أو على أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة من النساء».5
وروى الكليني أيضا بسنده عن السكوني قال:
«دخلت على أبي عبد الله الصادق (ع) وأنا مغموم مكروب، فقال لي: يا سكوني ما غمك؟ قلت: ولدت لي ابنة، فقال: يا سكوني على الأرض ثقلها وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك، فسرى والله عني، فقال لي: ما سميتها؟ قلت: فاطمة، قال: آه آه، ثم وضع يده على جبهته....، أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها».6

استغاثة الإمام الباقر (ع) بفاطمة (ع)

وكان أهل البيت (ع) يتوسلون بفاطمة الزهراء (ع) ويستغيثون ويستشفعون بها، بل ويدعون شيعتهم إلى ذلك، فقد روى الكليني بسنده عن علي بن أبي حمزة، أنه استأذن من الإمام الكاظم أن ينقل عنه حديثا عن جده الإمام الباقر (ع) فقال:
«أنه إذا كان وعك (أي أصابه الحمى) استعان بالماء البارد، فيكون له ثوبان: ثوب في الماء البارد، وثوب على جسده، يراوح بينهما، ثم ينادي حتى يسمع صوته على باب الدار: يا فاطمة بنت محمد، فقال الإمام الكاظم (ع): صدقت.»7
وقال العلامة المجلسي تعليقا على هذا الحديث:
"لعل نداؤه (ع) كان لاستشفائه بها صلى الله عليها". 8 : "لعل النداء كان استشفاعا بها صلوات الله عليها للشفاء")
وينقل العلامة المجلسي في بحار الأنوار والمحدث النوري في مستدرك الوسائل عن كتاب قبس المصباح للصهرشتي تلميذ الشيخ الطوسي، عن المفضل بن عمر، عن الإمام الصادق (ع) قال:
«إذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى، وضقت بها ذرعا، فصل ركعتين، فإذا سلمت كبر الله ثلاثا وسبح تسبيح فاطمة (ع)، ثم اسجد وقل: يا مولاتي فاطمة أغيثيني، ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك، ثم عد إلى السجود وقل مائة مرة وعشر مرات، واذكر حاجتك فإن الله يقضيها». 9

أفضل الأعمال الطواف عن فاطمة الزهراء (ع)

ومن جملة التوصيات التي أوصى بها أهل البيت (ع) الاتيان بالطواف المندوب عن فاطمة الزهراء (ع)، فقد روى الكليني بسند صحيح عن موسى بن القاسم قال: قلت لأبي جعفر الثاني (ع):« قد أردت أن أطوف عنك وعن أبيك فقيل لي: إن الاوصياء لايطاف عنهم، فقال لي: بل طف ما أمكنك فإنه جائز.
ثم قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إني كنت أستاذنتك في الطواف عنك وعن أبيك فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء الله، ثم وقع في قلبي شئ فعملت به قال: وما هو؟ قلت: طفت يوما عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ثلاث مرات صلى الله على رسول الله، ثم اليوم الثاني عن أمير المؤمنين، ثم طفت اليوم الثالث عن الحسن عليهما السلام، والرابع عن الحسين عليه السلام، والخامس عن علي بن الحسين عليهما السلام، والسادس عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، واليوم السابع عن جعفر بن محمد عليهما السلام، واليوم الثامن عن أبيك موسى عليه السلام، واليوم التاسع عن أبيك علي عليه السلام، واليوم العاشر عنك يا سيدي، وهؤلاء الذين أدين الله بولايتهم، فقال: إذن والله تدين بالدين الذي لايقبل من العباد غيره، قلت: وربما طفت عن أمك فاطمة عليها السلام وربما لم أطف، فقال: استكثر من هذا فإنه أفضل، ما أنت عامله إن شاء الله»
. 10

فاطمة في المحشر

يوم القيامة هو يوم التكريم لأولياء الله عز وجل والانتقام من أعدائه، وقد كتب الله عز وجل أن يكون الظهور في ذلك اليوم لأحب خلقه إليه، ليظهر فضلهم ومكانتهم الحقيقية إذا كان أغلب الخلق لم يدركوها في الحياة الدنيا، والروايات التي تظهر موقع الزهراء (ع) في ذلك اليوم كثيرة، اقتصرت فيها على هاتين الروايتين نظرا لابتناء هذا البرنامج على الاختصار.
1 – الانتقام لقتلة الإمام الحسين (ع)
يروي الشيخ المفيد بسند صحيح عن الشيخ الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبدالله (ع) قال:
«إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فينادي مناد: غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد (ص) الصراط.
قال: فتغض الخلائق أبصارهم فتأتي فاطمة عليها السلام على نجيب من نجب الجنة يشيعها سبعون ألف ملك، فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي (ع) بيدها مضمخا بدمه، وتقول: يا رب هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به، فيأتيها النداء من قبل الله عز وجل: يا فاطمة لك عندي الرضا، فتقول: يا رب انتصر لي من قاتله، فيأمر الله تعالى عنقا من النار، فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي (ع) كما يلتقط الطير الحب، ثم يعود العنق بهم إلى النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب، ثم تركب فاطمة (ع) نجيبها حتى تدخل الجنة ومعها الملائكة المشيعون لها وذريتها بين يديها وأولياؤهم من الناس عن يمينها وشمالها»
.11
2 – الشفاعة لمحبيها
وكما تلتقط قتلة سيد الشهدا (ع) لتزيد في عذابهم، فإنها تلتقط محبيها في المحشر لتشفع لهم، وقد روى فرات الكوفي عن الإمام الصادق (ع) قال : قال جابر لأبي جعفر الباقر (ع): جعلت فداك يا ابن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك.
قال أبوجعفر الباقر عليه السلام: «حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله (ص) قال: إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور فيكون منبري أعلى منابرهم يوم القيامة، ثم يقول الله: يا محمد اخطب، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء والرسل بمثلها.
ثم ينصب للأوصياء منابر من نور وينصب لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور فيكون منبره أعلى منابرهم، ثم يقول الله: يا علي اخطب فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها.
ثم ينصب لأولاد الأنبياء والمرسلين منابر من نور فيكون لابني وسبطي وريحانتي أيام حياتي منبر من نور، ثم يقال لهما: اخطبا، فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين بمثلهما.
ثم ينادي المنادي وهو جبرائيل (ع): أين فاطمة بنت محمد؟ أين خديجة بنت خويلد؟ أين مريم بنت عمران؟ أين آسية بنت مزاحم؟ أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا؟ فيقمن فيقول الله تبارك وتعالى: يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم؟ فيقول محمد وعلي والحسن والحسين: لله الواحد القهار، فيقول الله تعالى: يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة، يا أهل الجمع طأطؤا الرؤوس وغضوا الأبصار فإن هذه فاطمة تسير إلى الجنة.
فيأتيها جبرائيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، خطامها من اللؤلؤ المخفق الرطب، عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها مائة ألف ملك فيسيرون على يمينها، ويبعث إليها مائة ألف ملك فيصيرون على يسارها، ويبعث إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يسيرونها على باب الجنة.
فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت: فيقول الله: يا بنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي؟ فتقول: يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم، فيقول الله: يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قبله حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده فادخليه الجنة.
قال أبوجعفر (ع): والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عزوجل: يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي، فيقولون: يارب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم، فيقول الله: يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة، انظروا من أطعمكم لحب فاطمة، انظروا من كساكم لحب فاطمة، انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة، انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة خذوا بيده وأدخلوا الجنة.
قال أبو جعفر الباقر (ع): والله لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق»
. 12
اللهم ارزقنا زيارة الزهراء (ع) في الدنيا وشفاعتها في الآخرة، واجعلنا ممن يأخذ بثأرها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

1-(بصائر الدرجات ص178 ح23)
2-(عيون أخبار الرضا ج2 ص193 ح1، ومعاني الأخبار ص103 ح4)
3-(تفسير العياشي ج1 ص304 ح681/42)
4-(المناقب ج3 ص41، عنه البحار ج39 ص54)
5-(الكافي ج6 ص19 ح8)
6-(الكافي ج6 ص48 ح6)
7-(الكافي ج8 ص109 ح87)
8-(مرآة العقول ج25 ص265، وفي البحار ج59 ص102
9-(مستدرك الوسائل ج6 ص313 ح6891/3، بحار الأنوار ج91 ص30)
(الكافي ج4 ص314 ح2)
11-(الأمالي ص130 ح6 المجلس 15)
(تفسير فرات ص298 ح403/13، عنه بحار الأنوار ج43 ص64)

المشكاة
Powered by: InnoPortal Plus 1.2 - Developed by: InnoFlame.com